سقوط الغرب الأخلاقي في اختبار غزة- تبرير الإبادة الجماعية
المؤلف: حمود أبو طالب08.26.2025

في خضم المحنة الإنسانية المروعة التي تشهدها غزة، والتي بلغت ذروتها في الكارثة الراهنة، يتجلى بشكل دامغ الانهيار الكامل لمنظومة الأخلاق والمبادئ والقيم التي طالما تغنت بها النخب الثقافية والإعلامية والحقوقية في العالم الغربي. لقد بات من الجلي أن التواطؤ على هذه الجريمة النكراء لم يعد مقتصرًا على الإدارات السياسية وحدها، التي تتنصل من تسمية ما يحدث بمسمّاه الحقيقي، ألا وهو الإبادة الجماعية الممنهجة، والتقاعس عن التدخل العاجل لإيقافها، بل امتد ليشمل التبريرات المشينة التي يسوقها بعض الكتّاب والإعلاميين والمثقفين لدحض تهمة الإبادة الإسرائيلية لشعب أعزل مُهجَّر، وبأبشع الصور وأكثرها دناءة، تتجسد في منع الغذاء والدواء، حتى عن الأطفال والنساء والعجزة من كبار السن، وذلك بعد تدمير الملاجئ والمستشفيات، وقطع الإمدادات لأبسط وأهم الأدوية الضرورية لإنقاذ الأرواح.
المتتبع للصحافة الأمريكية والغربية، وخاصة تلك التي تدعي الليبرالية وتتبجح بالانحياز للحقائق باستقلالية تامة عن أي خط سياسي، يجد في بعض تقاريرها ومقالات كتّابها ما يُدمي القلب ويثير الاشمئزاز من الالتفاف الفاضح على الواقع المرير الذي يحدث في غزة، والممارسات البربرية لجيش الدفاع الإسرائيلي، وسياسة حكومة نتنياهو الطائشة. هناك تكريس لسردية مُغرضة تسعى إلى تحويل الجلاد إلى ضحية، والظالم إلى مظلوم، والمجرم إلى بريء. إنهم يريدون الإيحاء بأن هجوم السابع من أكتوبر الذي شنّته حماس واحتجاز الرهائن الإسرائيليين يبرر بشكل أو بآخر كل ما فعلته وتفعله وسوف تفعله إسرائيل، من تدمير شامل لكل ما يقع على الأرض في قطاع غزة بأكمله، إلى تشريد قسري للشعب الفلسطيني في رحلة شتات قاسية، وصولاً إلى إبادته جوعًا وإعدامًا في طوابير انتظار المعونات الشحيحة التي تسمح بها إسرائيل على مضض.
إننا نعجز عن فهم كيف يمكن لهؤلاء أن يمارسوا مثل هذا الانحدار المهني والأخلاقي المريع إزاء كارثة إنسانية بهذا الحجم. فإذا كانوا يفعلون ذلك مجاراة لتوجهات حكوماتهم، فإنهم بذلك يدحضون ادعاءهم بحرية الرأي والتعبير واستقلالية المؤسسات الإعلامية. وإذا كانت تلك آراؤهم الذاتية المستقلة، فالأمر حينها أشد وطأة وأكثر فظاعة. وفي كلا الحالتين، النتيجة واحدة لا تتغير: السقوط المدوي والمخزي في امتحان غزة الانساني.
المتتبع للصحافة الأمريكية والغربية، وخاصة تلك التي تدعي الليبرالية وتتبجح بالانحياز للحقائق باستقلالية تامة عن أي خط سياسي، يجد في بعض تقاريرها ومقالات كتّابها ما يُدمي القلب ويثير الاشمئزاز من الالتفاف الفاضح على الواقع المرير الذي يحدث في غزة، والممارسات البربرية لجيش الدفاع الإسرائيلي، وسياسة حكومة نتنياهو الطائشة. هناك تكريس لسردية مُغرضة تسعى إلى تحويل الجلاد إلى ضحية، والظالم إلى مظلوم، والمجرم إلى بريء. إنهم يريدون الإيحاء بأن هجوم السابع من أكتوبر الذي شنّته حماس واحتجاز الرهائن الإسرائيليين يبرر بشكل أو بآخر كل ما فعلته وتفعله وسوف تفعله إسرائيل، من تدمير شامل لكل ما يقع على الأرض في قطاع غزة بأكمله، إلى تشريد قسري للشعب الفلسطيني في رحلة شتات قاسية، وصولاً إلى إبادته جوعًا وإعدامًا في طوابير انتظار المعونات الشحيحة التي تسمح بها إسرائيل على مضض.
إننا نعجز عن فهم كيف يمكن لهؤلاء أن يمارسوا مثل هذا الانحدار المهني والأخلاقي المريع إزاء كارثة إنسانية بهذا الحجم. فإذا كانوا يفعلون ذلك مجاراة لتوجهات حكوماتهم، فإنهم بذلك يدحضون ادعاءهم بحرية الرأي والتعبير واستقلالية المؤسسات الإعلامية. وإذا كانت تلك آراؤهم الذاتية المستقلة، فالأمر حينها أشد وطأة وأكثر فظاعة. وفي كلا الحالتين، النتيجة واحدة لا تتغير: السقوط المدوي والمخزي في امتحان غزة الانساني.